عادت رياضة سباق الهجن مرة أخرى لسيناء المصرية بعد توقف استمر لمدة 14 عامًا. كان هذا التوقف بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في هذه المنطقة خلال الفترة الأخيرة، ولكن أكد بعض المسؤولين في محافظة سيناء على أن عودة سباقات الهجن لطبيعتها مرة أخرى جاءت بسبب الاستقرار الأمني الذي تحظى به مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة. سباقات الهجن في سيناء لا تقتصر على ممارسة الرياضة هذه فقط، بل يصبحها بعض الأنشطة الفنية والثقافية الأخرى مما يزيد من أهمية سباق الهجن في سيناء بشكل أكبر. 

غياب لسنوات… وعودة موفقة

توقف سباق الهجن في سيناء لمدة سنوات نتيجة لبعض الظروف الأمنية التي كانت تمر بها البلاد. مع جهود الدولة لاستعادة الأمن في المنطقة، أصبح المناخ آمن تمامًا ومناسب لعودة الأحداث الرياضية الكبرى ومنها بلا أدنى شك سباق الهجن. كنتيجة لذلك، شهدت مدينة العريش حضور جماهيري كبير وغير مسبوق مع انطلاق سباق الهجن مرة أخرى. فهذه الرياضة تحظى بتقليد تراثي في هذه المنطقة على وجه التحديد، واعتاد أهل العريش على استقبال هذا الحدث الرياضي بالكثير من المرح والترحيب. 

لا يقتصر الأمر على حضور هذا الحدث الرياضي، ولكن اعتاد الكثيرين من أهل المنطقة في سيناء ومصر والعالم العربي على الاهتمام برياضة سباق الهجن. ففي الفترة التي توقفت فيها هذه الرياضة، لجأ الكثيرين إلى مشاهدة سباق الهجن من خلال القنوات التليفزيونية والمواقع الرياضية كحل بديل، ومازالوا يقبلون على ذلك. ليس ذلك فقط، بل يشترك الكثيرين في المراهنة على هذه الأحداث الرياضية عبر الإنترنت من خلال مواقع موثوقة يمكن الوصول إليها من خلال مواقع مراهنات سباقات الهجن. هذه المواقع تم اختيارها بعناية فائقة بحيث تتناسب مع اللاعبين العرب بصفة عامة، كما أنها تقوم بتغطية الأحداث الرياضية في كافة الرياضات. فوق ذلك، يحصل العملاء على مكافآت نقدية مجانية، إلى جانب الحصول على أموال حقيقية في حالة الفوز بالرهان. 

سباق الهجن وارتباطه بالتراث الشعبي

إن طبيعة السكان في هذه المنطقة “سيناء” تتميز بالحياة الصحراوية حيث يعيش البدو  منذ سنوات طويلة في هذه المنطقة. بطبيعة الحال، يرتبط البدو بصفة عامة ارتباطًا وثيقًا بالجمال “الهجن” نظرًا لاعتمادهم عليها في التنقل والسفر والكثير من الأمور الأخرى. هذا يجعل من الجمال نفسها جزء أساسي من ثقافة أهل المناطق الصحراوية بصفة عامة. لذا، تحولت هذه إلى رياضة سباق الهجن والتي يتم ممارستها منذ سنوات طويلة داخل القبائل نفسها وبشكل اجتماعي.

تطورت رياضة سباق الهجن على مر السنوات، ليس في مصر فقط بل في جميع أنجاء العالم. أصبح هناك الكثير من الهيئات الحكومية الرياضية التي ترعى هذه الرياضة وتقوم بتنظيم العديد من الأحداث الرياضية على المستوى المحلي والدولي. 

من جانبها، تعطي مصر الكثير من الاهتمام لرياضة سباقات الجمال وخصصت هيئة حكومية تابعة لوزارة الشباب والرياضة للإشراف عليها وهي الاتحاد المصري للهجن. في هذا السياق، يقول الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، أن الاهتمام برياضة سباقات الهجن هي جزء من الموروث الشعبي بصفة عامة في شمال وجنوب سيناء، وأن الاتحاد المصري للهجن يرعى هذه الرياضة. 

بخصوص عودة رياضة سباق الهجن لسيناء بعد توقف لمدة 14 عامًا، يقول صبحي أن انطلاق الفعالية مرة أخرى يعطي الكثير من الرسائل الكبيرة. فعلى سبيل المثال، عودة سباقات الهجن لسيناء تعني عودة الحياة مرة أخرى لمضمار السباق في شمال سيناء وهو ما يعيد أجواء التنافس الرياضي بين أبناء قبائل المنطقة. رسالة أخرى تؤكد على أن هذه السباقات تعود بالنفع الاقتصادي على مالكي الأبل من خلال حصد الجوائز أو من خلال بيع وشراء الأبل لاستخدامها في سباقات الخيل. إلى جانب ذلك، هناك رسالة هامة تؤكد على عودة الاستقرار والأمان لمنطقة سيناء بشكل كامل.

تأكيدًا على ذلك، صرح محافظ شماء سيناء على أن استقرار الأوضاع الأمنية في المحافظة بشكل واضح. أضاف المحافظ أن هذا يظهر من خلال الأرقام والإحصائيات مشيرًا إلى أنه بالنظر إلى عدد الحوادث المتداولة على مستوى الجمهورية، فإن نصيب شمال سيناء منها يقل كثيرًا عن محافظات أخرى من محافظات الوادي والدلتا. 

شارك في سباق الهجن هذه المرة 350 جملًا، وتم استخدام أجهزة الروبوت الخفيفة على ظهر الأبل من أجل توجيهها أثناء الركض في المضمار. إلى جانب هذا العدد الكبير من الخيول، فهناك أيضًا 250 جملًا تجري على جانبي المضمار والتي يقودها شباب تلك المنطقة من أجل التدريب أثناء الأشواط. فهذا يعطيهم الخبرة من أجل المشاركة في سباقات الهجن المقبلة.