مَنْ هو إسرائيل؟

يُراد بلفظ إسرائيل في اللغة: عبد الله، وهو لقبٌ لنبيّ الله يعقوب -عليه الصلاة والسلام-، وبنو إسرائيل: هم نسل وذرّية يعقوب -عليه الصّلاة والسّلام-، وكلّ مَن اتّبع النبيّ موسى -عليه الصلاة والسلام- يدخل ضمن مسمّى بني إسرائيل.[١]


أنبياء بني إسرائيل

أسماء أنبياء بني إسرائيل

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية نصٌ صحيحٌ يذكر جميع أسماء أنبياء بني إسرائيل، مع التأكيد على أنّهما ذكرا بعضاً منهم بأسمائهم، وقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الأنبياءُ من بني إسرائيلَ إلا عشرةً نوحٌ وهودٌ ولوطٌ وصالحٌ وشعيبٌ وإبراهيمُ وإسماعيلُ وإسحاقُ وعيسَى ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليهم وليس من نبيٍّ إلا له اسمانِ إلا عيسَى ويعقوبَ عليهما السلامُ)، فقول عبد الله بن عبّاس يدلّ على أنّ كل الأنبياء من بني إسرائيل إلّا العشرة الذين ذكرهم، وبناءً على ما سبق فأنبياء بني إسرائيل هم:[٢]

  • يوسف عليه السلام.
  • أيوب عليه السلام.
  • ذو الكفل عليه السلام.
  • يونس عليه السلام.
  • موسى عليه السلام.
  • هارون عليه السلام.
  • إلياس عليه السلام.
  • اليسع عليه السلام.
  • وداود عليه السلام.
  • سليمان عليه السلام.
  • زكريا عليه السلام.
  • يحيى عليه السلام.
  • عيسى عليه السلام.


نسل أنبياء بني إسرائيل

يعودُ نسب أنبياء بني إسرائيل إلى نبيّ الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من ولده النبيّ إسحاق الذي وُلد له يعقوب -عليه السلام- المُلقّب بإسرائيل، ومن ذرّيته بعث الله أنبياء بني إسرائيل، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأنبياء بعثهم الله إلى بني إسرائيل ، إلا أنَّ البعض منهم أُرسِلوا لغيرهم؛ كنبيّ الله يونس -عليه السلام- الذي هو مَن نسل بني إسرائيل إلّا أنّه بُعث إلى أهل نينوى وهم ليسوا من بني إسرائيل.[٣]


الحكمة من بعث معظم الأنبياء في بني إسرائيل

فضّل الله -تعالى- بني إسرائيل على العالمين في ذلك الوقت والزمان، قال الله -تعالى- : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)،[٤] إلا أنّ بني إسرائيل تمادوا في ظلمهم وطغيانهم، ولم يستحقوا ما أكرمهم الله -تعالى- به من تفضيلٍ وإكرامٍ، بل ازدادوا سوءاً وطغياناً وفساداً وضلالاً في الأرض، فكان لا بدّ من إرسال الكثير من الأنبياء إليهم؛ لإصلاحهم وردّهم إلى الطريق المستقيم.[٥]


الأنبياء الذين قتلهم بنو إسرائيل

ذكر الله -عزّ وجلّ- قَْتل بني إسرائيل لأنبيائهم -عليهم الصلاة والسلام- ظلماً وعدواناً في مواضع عديدةٍ، منها: قول الله -تعالى-: (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ..)،[٦] وقال: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ)،[٧] وقال أيضاً: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ...)،[٨] فَقَتْلُ بني إسرائيل للأنبياء ثابتٌ في كتاب الله وسنة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، إلّا أنّه لم يثبت نصٌّ صريحٌ في أسمائهم وعددهم، وما ذُكر من أسمائهم في بعض الكتب والتفاسير نُقل عن كتب أهل الكتاب، وقد بلغت جُرأتهم وفسادهم بأنْ حاولوا قتل النبيِّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجْمَعُوا لي مَن كانَ هَا هُنَا مِنَ اليَهُودِ فَجُمِعُوا له...).[٩][١٠]


من هو آخر أنبياء بني إسرائيل؟

عيسى بن مريم -عليه الصّلاة والسّلام- هو آخر أنبياء بني إسرائيل، ولا يمنع ذلك بعث الله -تعالى- لأنبياء بينه وبين النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما ذكر جماعةٌ من أهل العلم عنِ الثلاثة الذين بُعثوا لأهل القرية فهؤلاء الأنبياء -عليهم الصّلاة والسّلام- كانوا على شريعة عيسى -عليه الصّلاة والسّلام- مكمّلين لها، ولم يأتوا بشريعةٍ جديدةٍ، بل كانوا تبعاً للنبيِّ عيسى بن مريم -عليه الصّلاة والسّلام-، أي أنّه هو آخر أنبياء بني إسرائيل ومَن بعده تابعٌ له، قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ).[١١][١٢]


المراجع

  1. [عبد الله بن محمد الغنيمان]، كتاب شرح فتح المجيد، صفحة 5. بتصرّف.
  2. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 179. بتصرّف.
  3. [أحمد أحمد غلوش]، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 179. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:47
  5. مجموعة من أهل العلم القائمين على الموقع (20/4/2006)، "الحكمة من بعثة معظم الأنبياء في بني إسرائيل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
  6. سورة البقرة ، آية:61
  7. سورة آل عمران، آية:21
  8. سورة البقرة ، آية:87
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:3169، صحيح.
  10. [مجموعة من المؤلفين]، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1339. بتصرّف.
  11. سورة المائدة، آية:46
  12. [عبد الله بن محمد الغنيمان]، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1225. بتصرّف.