استخدام المضاد الحيوي للحامل

استخدام المضاد الحيوي للحامل

الحمل والمرض والعلاج

قد تصاب المرأة الحامل في بعض الأحيان بالعديد من الأمراض كالزكام أو الإنفلونزا أو عدوى الجهاز التنفسي أو التهابات المسالك البولية أو الإصابة بالربو أو ارتفاع الضغط وغيرها من الأمراض التي قد تصيب أي إنسان، وبعض هذه الأمراض تكون بسيطةً وعارضةً، ويمكن الشفاء منها دون الحاجة لتناول الأدوية، ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج للتدخل الدوائي للحد من الأعراض وتسريع الشفاء؛ كالمسكنات ومضادات التحسس أو المضادات الحيوية، ويُشكل موضوع تناول الأدوية خلال الحمل قلقًا كبيرًا لدى الحوامل خوفًا من حدوث مضاعفات على الجنين أو تأثيرات على الحمل والولادة ناتج عن تناول الأدوية، وفي نفس الوقت فإن إهمال العدوى أو تركها دون علاج قد يسبب مشاكل أخرى للأم أو الجنين كالإجهاض والتشوهات الخلقية والولادة المبكرة؛ لذا لا بد من حصول المرأة الحامل على العلاج الآمن بحيث لا يشكل ضررًا عليها أو على جنينها وتخليصها من الخوف من الأعراض الجانبية للعلاج، وفي هذا المقال سنخصص الحديث عن المضادات الحيوية واستخدامها في فترة الحمل والتأثيرات الناتجة عنها[١].


المضاد الحيوي

المضاد الحيوي هو عبارة عن دواء يستخدم في علاج الالتهابات البكتيرية عن طريق قتل البكتيريا المسببة للمرض أو تثبيط نموها وتكاثرها، ويستخدم لعلاج العديد من الالتهابات كالتهابات الأسنان والتهابات اللوزتين والتهابات الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو غيرها من الالتهابات، وتوجد العديد من أنواع المضادات الحيوية المناسبة لكل حالة؛ منها ما هو آمن للاستخدام في فترة الحمل ومنها ما يمنع استخدامه نظرًا للتأثيرات التي أثبتتها الدراسات على الأم أو على الجنين؛ لذا يجب مراجعة الطبيب لتقييم حالة المريضة ووصف العلاج المناسب والآمن لها وللجنين[٢].


أمان المضادات الحيوية في فترة الحمل

تصنف الأدوية حسب أمانها في فترة الحمل بما في ذلك المضادات الحيوية لعدة فئات بناءً على تصنيف منظمة الغذاء والدواء، وهي[٣]:

  • الفئة A: أثبتت الأدوية التي تنتمي لهذه الفئة أمانها وسلامتها على الجنين، ولا توجد مشاكل من استخدامها أثناء الحمل، وتركيبة المايكوستاتين هي التركيبة الوحيدة من المضادات الحيوية التي تنتمي إلى هذه الفئة.
  • الفئة B: هي الفئة الأكثر شيوعًا، وتنتمي لهذه الفئة مجموعة من المضادات الحيوية كالأموكسيسلين amoxicillin والسيفاليكسين Cephalexin والأزيثرومايسين Azithromycin وغيرها من المضادات الحيوية، ويمكن استخدام هذه الأدوية في فترة الحمل بعد استشارة الطبيب واختيار الدواء والجرعة الأنسب للحالة المصابة.
  • الفئة C: لم تُجرى دراسات كافية على استخدام هذه الأدوية أثناء فترة الحمل على الإنسان، لكنها أظهرت بعض التأثيرات السلبية في الدراسات التي أجريت على الحيوانات؛ لذا يجب تجنب استخدامها قدر المستطاع ما لم تكن الحالة بحاجة لها ولم تستجب مع الأدوية في المجموعة السابقة، كالفلوروكوينيلون مثل السيبروفلوكساسين Ciprofloxacin.
  • الفئة D: استخدام الأدوية في هذه الفئة قد تسبب مشاكل صحية للجنين وتأثيرات على الحمل، ويجب تجنب استخدامها ما لم تستدعِ الحالة الطبية غير ذلك حسب رأي الطبيب المختص، ومن الأمثلة على هذه الأدوية كالتيتراسايكلين Tetracycline والدوكسيسايكلين Doxycycline وغيرها.
  • الفئة X: أثبتت الأدوية في هذه الفئة حصول مشاكل خلقية لدى الجنين قد تكون قاتلةً؛ لذا يُمنع استخدامها منعًا باتًا في فترة الحمل.


اختلاف تأثير الدواء حسب فترة الحمل

يختلف تأثير الأدوية عمومًا بما في ذلك المضاد الحيوي على الحمل حسب فترة الحمل، منها ما يكون مسموح في الأشهر الأولى ولكنه يمنع في الأشهر الأخيرة أو العكس؛ بناءً على نمو الجنين والعضو الذي يتكوّن في الفترة التي تعرضت المرأة فيها للدواء، والحمل بطبيعته يقسم لثلاث فترات؛ مدة كل فترة ثلاثة شهور، وهي:

  • الثلث الأول: يبدأ حساب الثلث الأول من أول يوم من آخر فترة حيض مرت بها الحامل وحتى الأسبوع الرابع عشر تقريبًا من الحمل.
  • الثلث الثاني: من بداية الشهر الرابع حتى نهاية الشهر السادس من الحمل.
  • الثلث الثالث: ويبدأ من بداية الشهر السابع وحتى نهاية الشهر التاسع أو نهاية الحمل.

يعد الثلث الأول من الحمل من أكثر الفترات حساسيةً في الحمل؛ لأن أغلب الأعضاء يبدأ نموها وتشكّلها في هذه الفترة، وقد يؤدي التعرض لمواد مؤذية خلال هذه الفترة إلى عواقب وخيمة قد تتمثل بالتشوهات الجنينيّة أو الإجهاض، بينما يعد الثلثان الأخيران بالحمل أكثر أمانًا من الثلث الأول؛ لأن معظم الأعضاء تتكوّن في الفترة الأولى من الحمل، ولكن بعض الأعضاء قد يستمر تكونها ونموها حتى مراحل متقدمة من الحمل كالدماغ؛ فتناول الأدوية في هذه الفترة قد يؤثر على النمو العقلي للطفل، كما أنها تؤثر على نمو الجنين من ناحية الوزن، وبعض الأدوية في هذه الفترة قد تحفّز حدوث الولادة المبكرة أو تؤثر على السائل الذي يحيط بالجنين وغيرها من الآثار[٤].


تأثير العدوى البكتيرية على الحمل إن لم يُعالج

إن الإصابة بالعدوى البكتيرية في فترة الحمل لها تأثير على الأم والجنين؛ فقد تؤثر العدوى على تغذية الجنين، وبعض الالتهابات قد تؤثر مباشرةً على الجنين أو على الحمل، فمثلًا التهابات المهبل قد تسبب ولادةً مبكرةً، والتهاب الكبد الوبائي قد ينتقل للجنين ويسبب إصابته بالمرض، والإصابة بالكلاميديا في فترة الحمل قد يؤدي لإصابة الجنين بعدوى في العيون، والتهاب في الرئة؛ لذا يجب على الحامل الاعتناء بصحتها جيدًا ومعالجة أي عدوى أو مرض يصيبها بالعلاج المناسب حسب رأي الطبيب[٥].


نصائح عامة للحامل

يجب على الحامل المحافظة على صحتها وتجنب إصابتها بالأمراض؛ وذلك لتجنب تناول الأدوية قدر المستطاع، وفيما يلي أهم النصائح للحفاظ على صحة الحامل[٦]:

  • الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالعدوى وعدم الاتصال بهم والاختلاط معهم مثل الجدري والحصبة.
  • أخذ المطاعيم المناسبة بعد استشارة الطبيب قبل أو أثناء الحمل يساعد على المحافظة على صحة الأم والجنين.
  • الفحص الدوري كالعدوى المنتقلة جنسيًّا والتهاب الكبد الفيروسي من النوع ب وغيره من الالتهابات.
  • الابتعاد عن الحيوانات البرية والحيوانات المنزلية وعدم لمسها مباشرةً؛ لأنها قد تحمل فيروسات مؤذية.
  • المحافظة على النظافة العامة وغسل اليدين بالماء والصابون جيدًا عدة مرات باليوم؛ لا سيما بعد استخدام الحمام أو تناول الطعام أو لمس أي شيء ملوّث.
  • تناول الطعام الصحي كالخضار والفواكه والطعام الغني بالكالسيوم، وتجنب الطعام المحتوي على الدهون المشبعة والسكريات[٧].
  • تناول المكملات الغذائية المخصصة للحوامل كحمض الفوليك وغيرها من الفيتامينات ويفضّل بعد استشارة الطبيب[٧].
  • التركيز على شرب الماء والسوائل بكميات كافية لا تقل عن 8 أكواب يوميًا[٧].
  • التوقف عن التدخين خوفًا من خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض[٧].
  • التوقف عن شرب الكحول لتأثيراته على صحة الجنين ونموه العقلي والسلوكي[٧].


المراجع

  1. "Medicines During Pregnancy", healthlinkbc,11-5-2019، Retrieved 16-1-2020.
  2. "What Are Antibiotics?", webmd, Retrieved 9-1-2020. Edited.
  3. Amos Grunebaum (28-5-2019), "Categories of Antibiotics"، babymed, Retrieved 13-1-2020. Edited.
  4. "Critical Periods of Development", mothertobaby,1-12-2019، Retrieved 13-1-2020. Edited.
  5. Zawn Villines (20-6-2018), "Common infections during pregnancy"، medicalnewstoday, Retrieved 15-1-2020. Edited.
  6. "10 Tips for Preventing Infections Before and During Pregnancy", Centers for Disease Control and Prevention, Retrieved 15-1-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج Audra Meadows, "12 Ways to Stay Healthy During Pregnancy"، brighamhealthhub, Retrieved 15-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :