هالة كاظم: نجحت لابتعادي عن التقليدية

مؤسسة ومقدمة برنامج “رحلة التغير”
08:06 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: إيمان عبدالله
من يحادثها يشعر بالروح الإيجابية، ويضع هدف التغير نصب عينه، سيدة الأعمال الإماراتية هالة كاظم صاحبة برنامج "رحلة التغير" والمستشارة الاجتماعية، مرت رحلة حياتها بتجارب مختلفة لتقرر تغيرها قبل 20 سنة، أم لخمسة أبناء، وزوجة وجدة، ترعرت في بيئة تجارية منذ الصغر، حتى حصلت مؤخراً على لقب أفضل سيدة أعمال، بعد أن حلقت بالنساء في رحلات استثنائية من خلال برنامجها الأول من نوعه في المنطقة، لتنقل تجاربها إلى بقية النساء، أبناؤها هم حياتها وهي قدوتهم، تمنحهم ما تعلمته من والديها وما لم تجده عندهم، تعشق الطبخ والرسم، شاركت في العديد من المعارض، وتهتم بالكتاب والمطالعة، وهوايتها المفضلة المشي والتأمل، في هذا الحوار نتعرف إلى حياة هالة كاظم .
* ولدت في دبي، وأكملت دراستك الثانوية في نيويورك، أين كانت طفولتك الأولى؟
- كنا نسكن في جميرا في منزل والدي رحمه الله، في وقت لم يكن هناك منازل في هذه المنطقة، وكانوا يقولون الحاج أحمد "مجنون" يبني في البر، طفولتي كانت في منزل كبير، وكنت دائماً أقود الدراجة الهوائية، حيث كانت عشقي الأول ولعبتي المفضلة، كنت طفلة مرحة وحركية ، ولكن لم أكن متفوقة في المدرسة، أحب الذهاب للمدرسة من أجل صديقاتي وأكره الدراسة، وعندما تكون المعلمة جيدة في الشرح كنت أحقق النجاح وإذا لم تكن جيدة كنت أحصل على درجات متدنية، واكتشفت في عمر الثلاثينات أن لدي عسراً في القراءة والكتابة، ومن الأمور الجميلة في طفولتي ترددنا المستمر على "دكان" والدي في سوق الديرة، وفي كثير من الأحيان كنا نشارك في حمل الأشياء والعمل في الدكان، لأنني ترعرعت في بيئة تجارية منذ الصغر" .
* الغربة في عمر صغير، ماذا أضافت لك؟
- فترة الدراسة الثانوية كنت في نيويورك، وعشت فيها 5 سنوات، وكان عمري 18 عندما أصبحت أماً وكنت أدرس في معهد الثانوية، وكان التعليم جيداً هناك، وتفوقت، وأدركت أنني لست فاشلة في الدراسة، بل توجد طرق مختلفة في الدراسة تعتمد على الجانب العملي وأنجزت شيئاً مهماً، وحصلت على دبلوم انجليزي، وفي هذه الفترة تعلمت الكثير، واكتسبت العديد من الخبرات .
* درست الاستشارات الاجتماعية العامة والبرمجة العصبية، ما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟
- في المملكة المتحدة بجامعة سيتي يونيفيرستي درست الاستشارات الاجتماعية العامة والبرمجة العصبية، وهي عبارة عن فصول دراسية من أجل مشكلتي عسر الكتابة والقراءة، وتعلمت الطريقة الصحيحة للتغلب على هذه المشكلة، ودراسة هذا المجال فتحت لي أبواباً كثيرة، والاختصاصية النفسية التي لجأت لها قبل 20 سنة غيرت من حياتي، وأرى أن الاستشارات موهبة نصقلها بالدراسة .
* أول إماراتية وعربية تبتكر برنامجاً للمرأة العربية يدمج رياضة المشي مع الاستشارات وورش العمل، ما الذي دفعك لهذا الابتكار؟
- أحب المساعدة والمشاركة، فعندما كنت أبحث عن أمر يشبع شغفي، انتقلت إلى رحلة المشي، وطبقته على نفسي، والدراسات الحديثة أثبتت أن أفضل أنواع التدريب مع المشي، ولكني طبقت فكرتي قبل نتائج الدراسات، فكل انسان لديه شيء يضيفه للعالم، وبرنامجي حصل على الشهرة كوني ابتعدت عن التقليدية، ولأني ضد المثالية، فأنا منكم، ولي تجربتي وأريد إفادة غيري بخبرتي، فلا أنادي بالمثالية ولا ألقي الخطب المنمقة، فعالمي حقيقي .
* صاحبة "برنامج رحلة التغير"، متى غيرت حياتك؟
قبل 20 سنة تغيرت، عندما طرقت باب الطبيبة النفسية، حيث كنت أعاني الاكتئاب، وبدأ مشواري ورحلة التغير في حياتي وسأكمله لآخر يوم، فالتغير مستمر في حياتي . وأنا بطبيعتي لا ألوم أي انسان في حياتي، ولا أعتبره السبب في أي مشكلة، ولكن أرجع سبب اكتئابي لأني كنت غير سعيدة، ولم أتقبل وضعي، فكان التغير لهالة كاظم .
* ما هو القرار الأصعب الذي اتخذتيه؟
- حياتي ليست مثالية، كغيري من النساء، ولكن لا أقبل أن أعيش تعيسة أو حزينة أو لا أقدم إنتاجاً، مررت بتجارب كثيرة، وكان لا بد من اتخاذ القرارات الصعبة، فهناك قرارات جيدة وأخرى سيئة .
* وهل ما تقدمينه من استشارات تطبقينها في حياتك؟
- لست مثالية، أحياناً أنجح وأخرى أفشل، ولكن لا أنادي بشيء لا أؤمن به، فكل ما أقدمه من استشارات نتيجة تجارب وأطبقه في حياتي .
* هل تطبقينه على أبنائك؟
- أبنائي هم حياتي، والإنجاز الأكبر في حياتي، وافتخر بأني ربيت أبناء صالحين يملكون الحكمة والاتزان وأسوياء عاطفياً ونفسياً وجسدياً، فابني أنس مثلي الأعلى وقدوتي ومستشاري الشخصي، وجدت فيه الحكمة، ودائماً يقولون إنه يشبهني، ولكن اعتبره صورة أفضل مني، فالأخطاء التي وقعت فيها أجعله يتجنبها، فربيته في طفولته والآن يقف معي ويساندني، وجميع أبنائي يحثوني ويدفعوني إلى النجاح .
* ما أصعب مغامرة أقبلت عليها؟
- عندما سافرت إلى النمسا بمفردي واكتشفتها لوحدي، حيث أضعت الطريق وتهت كثيرا، والمغامرة الأخرى سفري إلى نيبال مع ابني الأصغر فصعوبة المعيشة والمشي لساعات طويلة كان أكبر تحد بالنسبة لي .
* إلى أي مدى تأثرت بوالديك؟
- والدي توفي وعمري 12 سنة، وكان تاجر لؤلؤ، وكنت أصغر أبنائه، واحترامه للبنت مساو الولد، كنا نرافقه إلى المحل بشكل يومي، تعلمت منه حب الفقراء حيث كانوا يسمونه "أبو الأيتام"، وكان صارماً وحنوناً وصريحاً، تعلمت منه الحزم والطيبة، وتعلمت من والدتي، أن الكلمة يجب تحمل مسؤوليتها، تعلمت منها الشدة والانضباط والأناقة، وكل الأشياء التي لم آخذها عن أمي أعطيتها لأبنائي .
* وما الأشياء التي لم تجديها لدى والدتك؟
- أمهاتنا بشكل عام لا يعرفن التعبير عن حبهن بالكلمات، فحبهن كان عملياً، ولكنني تعاملت بطريقة مختلفة مع أبنائي، فأصرح بحبي لهم كل يوم، وأحتضنهم، تعلمت التعبير عن مشاعري ولا أحكم على أبنائي ولا أقارنهم، كانوا يقارنون بغيري في طفولتي، والمقارنات لها تأثير سلبي في الطفل والشاب، مستمعة جيدة لأبنائي، لا أحكم على تصرفاتهم، يقولون لي الأسوأ قبل التصريح بالأفضل، واستمع لهم من دون نظرات الغضب، وبعد الانتهاء أسألهم عن رأيهم بفعلهم، فأبنائي رجال لا استطيع اجبارهم على شيء، ولا أفرض رأياً عليهم، أعطيهم رأياً وهم يختارون، واحترم اختلافهم حتى لو عارضوني .
* أبناؤك رجال، ولكن لديك ابن مازال صغيراً، هل تتبعين ذات الأسلوب في التربية، خاصة أنك أصبحت أما في عمر 18؟
- الإنسان يكبر ويتعلم، تربيتي لابني حسن تختلف، فقد أنجبته وأنا في عمر 41 سنة بعد زواجي من اسكتلندي مصري، تزوجت بموافقة الأهل وهذا كان شرطي، لأن الزواج شراكة بين عائلتين، وأبنائي أيضاً حصلت على موافقتهم ولم يعارضوا، وتلك الفترة كنت في مرحلة الوعي والنضح والخبرة فأسلوب تربيتي لحسن اختلف عن باقي أبنائي، وكنت اعمل في اتصالات آنذاك، وعندما ولدت ابني تركت العمل لأتفرغ لتربيته .
* تتبنين طفلاً، ما الذي دفعك لذلك رغم أن لديك أبناء؟
- كان حلمي أن أغير حياة أحد، وبعد 3 أبناء، بدأت العمل التطوعي وتبنيت طارق وهو لا يتجاوز السنتين، وحالياً عمره 18 سنة، تعلمت من طارق أن أحبه من دون أن أكون والدته، فحبي له تعلم وليس فطرياً .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"