البعض منا مرّ بمرحلة كانت فكرة الذهاب الى المدرسة تشكل ضائقة تنغص عليه بهجة طفولته لاسيما هؤلاء الذين في بداية التحاقهم بالمدرسة حين ينتقلون الى بيئة اخرى لم يعتد عليها والانخراط في نظام وسلوكيات محددة يحتاج الى وقت للتأقلم عليها.

الخوف من المدرسة أو مايدعى برهاب المدرسة هو نوع من الاضطراب النفسي الممزوج بالقلق فالاطفال في سن 6 أو 7 سنوات قد يكون قلق الانفصال هو الاضطراب المرافق لهم حين يكون الطفل مرتبطا ارتباطا وثيقا بوالديه واخوته وفجأة يجد نفسه بعيدا عنهم لفترة لا تقل عن 5 ساعات يوميا .

أما الاطفال الاكبر سنا فقد يكونون عرضة للرهاب الاجتماعي والذي يتجلى في خوفهم من الاختلاط بمجاميع كبيرة من الناس ، عدم المشاركة في الفصل بالأسئلة أو التفاعل مع المدرس أو المعلمة ، يجدون صعوبة في القراءة بصوت عال حينما يطلب منهم ذلك اثناء الحصة الدراسية .مثل هؤلاء الاطفال قد يتطور معهم الاضطراب الى هجمات متتالية من الذعر مما يجعل الأهل في حيرة بكيفية التعامل مع هذا السلوك . عن مدى انتشار رهاب المدرسة اظهرت احدى الدراسات في الولايات المتحدة ان معدل حدوث ذلك عند الطلاب بين عمر 14 – 16 سنة هو 1.3% في حين كانت النسبة 4.5 % عند الاطفال بين عمر 7 – 11 سنة. وعلى المستوى العالمي بلغت نسبة الرهاب المدرسي 2.5 % . متوسط رهاب المدرسة في عمر 10 سنوات .


قد تظهر حالة ذعر مع الطفل

ماهي مظاهر الخوف من المدرسة

قد يظهر اضطراب رهاب المدرسة على الطفل من خلال الطرق التالية :

  • الخوف المستمر وعدم الإحساس بالأمان.

  • الهلع من الانفصال أو ترك الوالدين.

  • خوف الطفل من البقاء في غرفة لوحده ولو لوقت قصير.

  • صعوبة النوم واختلاط ذلك بالكوابيس.

  • مخاوف غير واقعية.

  • الخوف والهلع المبالغ فيه من الخلوة في الظلام.

  • اختلاق أي عذر لعدم الذهاب للمدرسة.

  • ازدياد نوبات الهلع عند اجبار الوالدين الطفل الى الذهاب الى المدرسة.

  • أحيانا تترجم الاضطرابات النفسية والمتمثلة بالقلق الى بعض الاعراض العضوية مثل الأم البطن ، الغثيان ، الترجيع ، الإسهال أو تسارع في ضربات القلب.

دوافع رهاب المدرسة

هناك عدة عوامل قد تكون الشرارة الاولى لظهور رهاب المدرسة لدى الطفل وبالتالي رفض الدراسة وظهور الاعراض العضوية ذات المنشأ النفسي على الطفل


الانتقال لصف جديد قد يزعج الطالب

ومن تلك الدوافع مايلي :

1- التخويف من الدراسة . يحرص الاهل على تحفيز الطفل على الدراسة وقد يوجهون لأطفالهم نصائح مشددة قد توحي إليهم بصعوبة ماهم مقدمون عليه وبالتالي تأتي بنتائج عكسية . خلاف ماهو مفترض أن يكون التمهيد لهولاء الاطفال بشكل سلس وطريقة محببة الى نفوسهم ممزوجة بروح المرح .

2- بدء الدراسة للمرة الأولى فالانتقال فجأة الى مجتمع مختلف ليس بالأمر السهل في حياة الطفل اذا لم يسبق ذلك تمهيد .

3- الانتقال الى منطقة جديدة ، والحاجة إلى البدء في مدرسة جديدة وصداقات جديدة أو مجرد تغيير المدارس أو الفصل الدراسي واختلاف زملاء واصدقاء الدراسة .

4- تغيب الطفل عن المدرسة لفترة طويلة بسبب المرض أو بسبب العطلات الدراسية . فالطالب بل والموظف يجد يوم السبت يوما طويلا لانه جاء بعد اجازة اسبوعية رغم قصرها

5- حصول مشكلة داخل عائلة الطفل كوفاة أو مرض مزمن أو غيره.

6- حينما يحس الطفل أن الاهتمام به سوف يكون مهددا بسبب مولود جديد قد يحل محله ويسرق اهتمام والديه منه .

7- تعرض الطفل لتجربة قاسية مثل التعرض للإيذاء ، الاغتصاب ، أو أن يكون قد شهد أو رأى حادثا أو منظرا مأساويا .

8- حدوث مشاكل في المنزل مثل انفصال الزوجين.

9- العنف في المنزل ضد الطفل أو أي نوع من سوء المعاملة.

10- عدم وجود أصدقاء مقربين للطفل أو ربما عدم وجود أي أصدقاء على الإطلاق.

11- شعور الطفل بعدم قابليته من الاطفال الاخرين وزملائه في المدرسة.

12- شعوره وخوفه من الفشل الدراسي.

13- نوبات الذعر خوفا عند الذهاب إلى المدرسة أو أثناء وجوده في المدرسة.

14- بعض الأطفال لديهم حساسية خاصة لرهاب المدرسة بسبب حالة طبية مثل مرض نقص الانتباه وفرط الحركة .


تكوين بيئة جديدة للطفل

هل يمكن أن يؤثر رهاب المدرسة على الطفل عند بلوغه ؟

يمكن للآثار الممتدة من رهاب المدرسة أن تكون بعيدة المدى. مع الأجل الطويل جدا ، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات القلق والذعر في مرحلة البلوغ اذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل صحيح ومعالجتها .

وقد أظهرت الدراسات التي تابعت الأطفال الذين عانوا من رهاب المدرسة على المدى الطويل إلى ضعف مهاراتهم الاجتماعية والعملية ، ناهيك عن الآثار الضارة لتعليمهم من التغيب عن المدرسة لفترات طويلة .

كل الابحاث تشير إلى أن هناك حاجة إلى علاج أكثر فعالية لعلاج رهاب المدرسة لمنع المشاكل المستقبلية في حياة الطفل .

كيف يمكننا مساعدتهم

كلما طالت فترة الرهاب المدرسي مع الطفل كلما كان العلاج أكثر صعوبة لذا يجب على الاهل الاستفادة من الاستشارة الطبية في بداية ظهور علامات الخوف من الدراسة ورفض الذهاب الى المدرسة .

في البداية يجب أن نستعرض أطراف المشكلة والتي لن تخرج عن محيط المحاور التالية : المنزل ، المعلم ، المدرسة ، زملاء الدراسة .

  • الاستقصاء عن أي سبب من الدوافع المذكورة انفا والعمل على حلها لجعل الطفل يهنأ في جو عائلي مناسب ولإعطائه الثقة الكافية والاحساس بالأمان في المنزل والمدرسة .

  • بحث المسألة مع المعلم أو المعلمة قد يقود الى السبب فهو أكثر الناس قربا من الطفل خلال وجوده في المدرسة.

  • مقابلة بعض الاصدقاء للطفل واستبيان وجود أي علاقة عدوانية بينهم.

  • طلب الاستشارة من المشرف الاجتماعي في المدرسة لمراقبة حالة الطفل ومتابعته .

  • دور الوالدين في تشجيع الطفل والنهوض بمعنوياته والقضاء على كل ماقد يعيقه عن انشغاله عن الدراسة او خوفه منها.

  • بناء العلاقة الجيدة بين الاخوة في المنزل كما والزملاء في المدرسة وتنمية مبدأ التعاون فيما بينهم وحب الخير للغير.

  • البعد عن أسلوب العقاب بالضرب سواء في محيط البيت أو المدرسة.

  • إضفاء روح المودة وحسن التعامل بين الطلاب ومعلمهم.

  • تشجيع الاطفال على اداء واجباتهم بطرق تربوية وليس بالتهديد والوعيد.

  • الخلود الى النوم في وقت مبكر.

  • تخصيص أوقات لاستجمام الأطفال خارج أوقات الدراسة.


النوم مبكرا يساعد الطفل على الاستيقاظ